کد مطلب:46326 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:5

گنجینه پرسمان » قرآن

ما هو رأي علماء المذهب بالمقولة التالية المتعلّقة بالحديث عن آية: (قَالَ رَبِّ اغفرْ لي ولأخي)(12)؟ وما هو حكم من يقول بها؟ وهذه العبارة هي: «ولكنّنا قد لا نجد مثل هذه الأمور ضارّة بمستوي العصمة، لأنّنا لا نفهم المبدأ بالطريقة الغيبية التي تمنع الإنسان مثل هذه الأخطاء في تقدير الأمور، بل كلّ ما هنالك أنّه لا يعصي اللّه في ما يعتقد أنّه معصية، أمّا أنّه لا يتصرّف تصرّفاً خاطئاً يعتقد أنّه صحيح مشروع، فهذا ما لم نجد دليلاً عليه، بل ربّما نلاحظ في هذا المجال أنّ أسلوب القرآن في الحديث عن حياة الأنبياء، ونقاط ضعفهم يؤكّد القول بأنّ الرسالية لا تتنافي مع بعض نقاط الضعف البشري من حيث الخطأ في تقدير الأمور».

بسمه تعالي; إنّ الخطأ في تقدير الأمور مع الاعتقاد بالصحّة ليس موجباً للمعصية حتّي يكون مورداً لطلب الغفران، مع أنّ الآية المباركة صرّحت بطلب الغفران، مما يدلّ علي أنّ موردها أمر لا ربط له بالخطأ في تقدير الأمور، بل المراد بالآية المباركة هو صدور بعض الأمور التي لا تتناسب مع مقام النبي، كفرار يونس (عليه السلام)من قومه، وإن لم تكن مخالفة لنهي صادر من اللّه تعالي، فيكون صدورها موجباً لطلب الغفران من اللّه تعالي من باب أنّ حسنات الأبرار سيّئات المقرّبين. وأمّا ما ذكر في السؤال فهو فاسد، لأنّنا لو جوّزنا علي النبيّ الخطأ في تقدير الأمور لم يحصل الوثوق بأوامره ونواهيه لجواز خطئه في إصدار الأمر عن اللّه تعالي مع عدم صدوره واقعاً، ولا يسع المقام للتفصيل بأكثر من المذكور، واللّه العالم.